الأحد، 21 يوليو 2013

ياعزيزي كلنا حمير



دخل زعيم الحمير الى "الزريبة"في مساء احدى الليالي الحالكة غاضبا مكفهر الوجه،
ولما رأته زوجته الحمارة المصونة على هذا الحال، استغربت وقالت له،

* ما لي اراك حانقا يا حماري العزيز؟هل ثمة ما يكدر صفوك؟

*عجيب امر قبيلتنا من بني الحمير !! يتهمونني بأني السبب في انحطاط
وتأخر مستوى افراد القبيلة المعيشي،ويتهمونني بأني مسئول عن تدهور
الأقتصاد الوطني للقبيلة،ويشكون مر الشكوى من انني لم اعد استمع
لشكواهم والعمل على رفع مستوى معيشتهم وتوفير الطعام والغذاء من برسيم
وتبن وعلف..

*علف؟؟ هذا والله "اللي ناقص"، أليس من الأجدر بهم أن يشكروك على انك
وفرت لهم الأمن ليعبروا عن آرائهم بطريقة عقلانية، قلّ ان تجدها
الا في قبيلة بني الحمير؟

*هذا صحيح يا حمارة قلبي، ولكنهم من فصيلة غريبة، وبدأت تظهر عليهم
علامات غريبة ويقولون كلاما عجيبا لا أفهمه ولم أسمع به من قبل..
ويطالبون بتوفير أشياء غريبة لا أفهمها

*ماذا يقولون يا قرة الفؤاد؟ وبم يطالبون؟

* يطالبون بمجلس شورى للحمير يعين أعضاءه عن طريق أجراء انتخابات حرة،
وبمزيد من الديموقراطية..

*انتخابات؟؟ حرة ؟؟ ديموقراطية؟؟؟ ما معنى هذه الكلمات الغريبة التي
لم اسمع بها من قبل،ولا افهم معناها ؟؟

* وما أدراني يا حمارتي الحبيبة.. بأمكاني ان أفهمك معنى هذه الكلمات ولكن
للاسف انا شخصيا لا افهم معناها ، فهذه الكلمات لم تستعمل في قاموس
قبيلتنا منذ ان أسسها جدي الجحش الأكبر والذي نُصّب زعيما قبل الف عام،
وتوارث الزعامة اولاده البغال حتى وصلت الي كما ترين..

*اسمع يا حماري الحبيب.. سأسدي لك نصيحة خطرت في ذهني ..
قل لهم بأنك موافق على كل طلباتهم.. وأكثر لهم من الوعود الزائفة،
كما كنت تعدهم من قبل في الأمور التي لا ترغب في تحقيقها..

* مستحيل !!! كيف؟؟ أشيري علي ..فأنا وكما تعلمين لا استشير
احدا سواك،لأني لا أؤمن بمبدا المشورة اطلاقا..

* تطلق لهم تصريحا جهنميا زائفا كما هي عادتك، وتتبعه بخطاب لوذعي
حميري، تتبعه بقصيدة عصماء من تلك التي تلهب المشاعر والحماس..

* ولكن كيف ؟ وانت تعلمين انني أميّ ويا "دوب" أعرف اكتب اسمي والذي
تعلمت كتابته في شهر كامل،وأنا زعيم هذه القبيلة منذ ثلاثون عاما ونيف،
وطوال حياتي وأنا "أبصم" ولا أجيد الكتابة...

* أعلم هذا فأنت حمار وستبقى طوال حياتك حمارا...

*شكرا لك على هذا المديح الذي يسعدني سماعه،فأنا حمار أبن حمار،
ولي الفخر ان استمر حمارا..
ولكن أخبريني كيف سأنشد لهم القصيدة العصماء؟؟

* نادي على وزيرك البغل السمين، والذي لا يفهم الا لغة النفاق،
فهو أكثر الناس نفاقا لك، وليحضر معه آلة التسجيل الصغيرة،
والتي عليك ان تضعها بعناية داخل البردعة حتى لا يراها احد..
واطلب من الوزير البغل السمين المنافق ان يقرأ القصيدة
بنهيقه الأجش ويقوم بتسجيلها..
ثم تضع"سماعة" صغيرة في أذنك ولن يراها أحد نظرا لكبر
وسعة اذنيك الحميريتين..وكل ما عليك هو تشغيل آلة التسجيل،
وتنهق في الحضور مرددا كل ما تسمع من الشريط..
وفي النهاية لا تنسى ان تكرر بين كل جملة وأخرى كلمة
"يا معشر الحمير" وكلمة" انا خادم الشعب" فهذه الكلمات
"الأونطة" مطلوبة لأشعال الحماس والأكثار من النهيق والتصفيق..
وبهذا تستمر زعامتك الى ابد الآبدين..

وفي النهاية لا تنس يا حماري العزيز اننا كلنا حمير...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق