رسالة سوف تبكي أهل المعاصي أبو إسلام -طمره الحمد لله رب العالمين إله الأولين والآخرينوأصلي وأسلم على من بعثه الله رحمة للعالمينمحمد النبي الأمين صلوات ربي وسلامه عليهوعلى آله وصحبه ومن تبعهم وأقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :رسالة أوجهها إلى من غاب عنا وطال غيابه ..إلى من بكى القلب ألما لفراقه .. حملت لك القلموالمحبرة وسطرت بها لك هذه الكلمات التيعصرتها دموع قلب محب لك .. عل الله أن يترك بها أثرا في قلبك ..كيف لا وأنا أخاطب فيك قلبك الذي ملئه حبالخير ..وكيف لا وأنا أعلم أنك تحمل قلبا لا ككلالقلوب .. وكلي أمل بعد الله عزوجل أن تغير هذه الحروفوالكلمات مسار حياتك وينقشع السحاب عن ذلكالبدر الجميل لكي يسطع لنا من جديد ..وليبتسم الفؤاد ويفرح وتشرق شمس أمتكبعودتك لها من جديد . ((أخي الحبيب)) :هاهي الأيام تمر وتجري .. والأعوام تتوالى ..والصفحات تنطوي ..من غير أن نحس أوندري ..إلا عند بداية سنة جديدة .. أو قدوم الشهرالكريم ..أو عند سماع الدفوف معلنين بذلك عن يومالعيد .. ولكن أخي هل سألت نفسك ماذا قدمت فيما سلفمن هذه الأيام ؟؟وهل سألت نفسك عن السؤال الأهم ماذا أعددتلرحلة النهاية ؟؟ماذا قدمت لنفسي من خير لأجده عند الله خيرثواب وخير أمل ؟؟ما ذا سجل في صحيفتي ؟؟ وبأي يد سيكون استلامها ؟؟وماذا أعددت للحفرة التي سأوضع فيها ؟؟أسألك بربك أسأل نفسك وتحرى منها الجواب !!حينها ستدرك أن الأمر جد خطير ويستحق مناالوقوف عنده كثيرا ..والتفكير فيه طويلا . ((عجبا أخي)) :مالي أرك قليل الزاد وطريقك بعيد !!مالي أراك تقبل على ما يضرك وتترك ما يفيد !!إلى متى تضيع الزمان وهو يحصى عليك برقيبوعتيد !!حتى متى تبارز بالذنوب اللطيف المجيد !!إلى متى تعصي ربك وهو بك حفيظ وعليكشهيد !!ألم يأن أن تتوب وتبدأ الصفحة من جديد ! ((أخي الحبيب)) :تب إلى الله .. ذق طعم التوبة والإستقامه ..ذق حلاوة الدمعة .. اعتصر قلبك وتألم لتسيلدمعة على الخد تطفئ نار المعصية ..أخل بنفسك .. واعترف بذنبك .. ادع ربك وقل:"اللهم أنت ربي وأنا عبدك وأنا على عهدكووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فأغفر ليفإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" .. أبك على خطيئتك .. جرب لذة المناجاة ..اعترف بالذل لله .. تب إلى الله بصدق ..واسمع أخي للفرج من ملك الملوك وهو يقول:"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوبجميعا" .. ويقول سبحانه في الحديث القدسي:"يا ابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرتلك ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بقلتذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولاأبالي ، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطاياثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابهامغفرة" .. لا تقنط أخي من رحمة الله لسوء أفعالك ،فكم في هذه الأيام من معتق من النار من أمثالكفأحسن الظن بمولاك وتب إليه فإنه لا يهلكعلى الله إلا هالك .. يقول الشاعر:إذا أوجعتك الذنوب فداوها *** برفع يد بالليلوالليل مظلم ولا تقنطن من رحمة الله إنما ***قنوطك منها من ذنوبك أعظم ((أنت من أنت))؟؟نعم أخي أنت من أنت حتى يخاطبك رب البرياتوما هو عذرك وأنت تسمع هذه النداءات من ربالأرض والسماوات ؟؟ وأعلم أخي أن أسعد لحظات الدنيا يوم أن تقفخاضعا ذليلا خائفا باكيا مستغفرا تائبا ..فكلمات التائبين صادقة .. ودموعهم حارة ..وهممهم عالية قوية .. أو تعلم لماذا ؟؟لأنهم ذاقوا حلاوة الإيمان بعد مرارة الحرمان ..ووجدوا برد اليقين بعد نار الحيرة .. وعاشوا حياة الأمن والاستتباب بعد مسيرة القلقوالاضطراب ..بالله عليك أخي لماذا تحرم نفسك كل هذه اللذةوالسعادة ؟؟فإن أذنبت فتب .. وإن أسأت فأستغفر.. وإنأخطأت فأصلح.. فالرحمة واسعة والباب مفتوح .. ولكن تداركه بالتوبة قبل أن يقلق ودع عنكالتسويف وطول الأمل ..واترك الغفلة والاغترار بالصحة واسمعلقول الشاعر:فكم من صحيح بات من غير علة ***وكم من سقيم عاش حينا من الدهر ((أيها الأخ ))اسمع لهذه الكلمات وذكر فلبك بها دائما فو اللهما أعظمها من كلماتيقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:"إن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ، والدنيا قد ارتحلتمدبرة ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا منأبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب وغداحساب ولا عمل" .. ومعنى ذلك أنه ينبغي على الإنسان أن يتهيأويتجهز وأن يصلح من حاله وأن يجدد توبته ،وأن يعلم أنه يتعامل مع رب كريم قوي عظيملطيف سبحانه جل جلاله ما أعظمه وما أرحمه . واخيرا..أسأل الله أن يتوب علينا جميعا وأن يغفر لناذنوبنا جميعا وأن يجعلنا من الصادقين الصالحينالمصلحين ..اللهم تب علينا توبة صادقة نصوح ..اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وارزقنا برهماللهم وأحفظهم وتجاوز عن حيهم وميتهم وأمننعليهم بالصحة والعافية .. إنه ولي ذلك والقادر عليه .( لا اله الا أ نت سبحانك أنى كنت من الظالمين )
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق