الثلاثاء، 23 يوليو 2013

السلام عليكم بسم الله الرحمن الرحيم



قصة تبكي من لا قلب له



روي أن أرملة حسناء في مقتبل العمر كانت تعيش مع ابنها الوحيد،

ورفضت الزواج محبة محبةً بابنها الذي كان في سن المراهقة وطيش الشباب،

وكان لها جار خبيث ومرة كانت وحدها في الخيمة،إذ هجم عليها وراودها عن نفسه

فامتنعت منه بشدة لتقواها وخوفها من الله ، فقالت له وأيم الله لأفضحنك في القبيلة

وأشكوك لرئيسها، فخرج مسرعاً خائفاً، ولكنه أضمر لها الشر..

وخاف أن تفضحه، فعزم على التخلص منها، قبل أن تشكوه لرئيس القبيلة الشديد البطش،

وكان ابن الأرملة الطائش ولهان في حب بنت هذا الجار الخبيث ،

ولقد طلبها منه مرة للزواج ولم يعطه إياها، فاستدعى الرجل الفتى بسرعة،وقال له

لقد طلبت مني ابنتي الجميلة وأنا على استعداد تام،لأعطيك إياها مع مال كثير وجميع

ماأملك من ذهب ولآلئ ولكن لي شرط واحد، فكاد يطير الفتى فرحاً ولم يصدق مارأى

وسمع..فقال وماهو هذا الشرط؟؟!!

فأنا مستعد لألف شرط..فسكت الجار قليلاً ثم قال: هذا الشرط هو أن تأتيني بقلب أمك،،

فدهش الولد!! فقال:قلب أمي؟؟!!

قال: نعم لأن أمك لاتريدك أن تتزوج ابنتي ،ولابد من التخلص منها ،إذا أردت فتاتي

الجميلة..وابنتي تحبك وترغب فيك، وأنا أعترف أنك أحسن فتى في القبيلة لذلك لابد

أن أزوجك إياها فتسكن معها في قصر جميل في المدينة وجميع ما أملك لك ولها..

وبعد صمت رهيب وتفكير عميق وتردد،،رفع الفتى خيمة أمه محمر العينين والعرق

يتصبب منه فوجدها نائمة، فأغرز الخنجر في صدرها وأخرج قلبها بسرعة هائلة،

ولكن عندما رأى الدم ينفر منه كصنبور الماء ، صحا من غفلته وخاف ولم يتحمل

أعصابه فسقط القلب من يده وتدحرج على الأرض،،

فصرخ الولد ولكن الله جلت قدرته أنطق قلب الأم المتدحرج فقال للفتى:

لماذا تصرخ ياولدي الحبيب هل أصابك سوء؟!!

فاقشعر بدن الفتى،،ووقف شعر رأسه واصفر وجهه وارتعش، فأراد أن ينتحر ليهرب

من تلك الجريمة النكراء ورفع خنجره ليطعن نفسه، فسمع صوت أمه في أنفاسها الأخيرة

فالتفت إليها فوجدها تكلمه في لحظات الموت مترجيةً قائلةله بصوت مضطرب ومنقطع:

ياولدي لقد قتلت قلبي الأول..فلا تقتل قلبي الثاني..أنت قلبي الثاني فلا تقتل نفسك!!

كفاني مصيبة واحدة..

ثم فارقت الحياة طاهرة وهي تحنو على ولدها الذي قتلها..

وهكذا قبض رئيس القبيلة على الجار وعلى الفتى ونفذ فيهما حكم الإعدام..





تلك القصة حقيقية وقعت حوادثها في بادية الشام، وأصبحت عبرة لمن اتعظ

وسمع بها أغلب الناس وخلدها الشعراء بشعرهم فقال أحدهم:





أغرى امرئ يوماً غلاماً جاهلاً

................................. بنقوده كيما ينال به الوطر

قـال ائتني بفــؤاد أمـك يـــافتى

............................... ولك الدراهم والجواهر والدرر

فمضى وأغرز خنجراً في صدرها

................................. والقلب أخرجه وعاد على الأثر

لـكنـه من فرط سرعـتــه هوى

..................................فتدحرج القلب المعفر إذ عثر

نــــــاداه قلب الأم وهـو معــفـــر

............................... ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر؟!!





فكأن هذا الصوت رغم حنوه

............................. غضب السماء على الولد قد انهمر

وصدى فظيع خيانة لم يأتها

................................. ولد سواه منذ تاريخ البشر

ويقول ياقلب انتقم مني ولا

.................................. تغفر فإن جريمتي لا تغتفر

واستل خنجره ليطعن قلبه

.................................طعناً فيبقى عبرة لمن اعتبر

ناداه صوت الأم كف يداً ولا تطعن

..................................... فؤادي مرتين على الأثر







بعد هذه القصة هل تبيع أمك من أجل مال وقصر؟؟!!

اللهم ارزقنا طاعتهما وبرهما

وارحمهما كما ربياني صغيرا..





ان شاء الله عجبتكم القصه



تقبلو تحياتي،،،،،

Delete  Reply  Quote
Posted on 11/16/2007 3:56 AM

NEZAR ALNADI

 Online

Response to: NEZAR ALNADI
قصه جميله وهي عبرة لمن يعتبر ارجو ان يقرأها الجميع ويتمكنون من التعليق علها
Delete  Reply  Quote
Posted on 11/26/2007 9:03 AM

aأمواج أمواج

Response to: NEZAR ALNADI
أستاذ نذار
ايه  الأبداع ده

وفين الناس مش بيقروا ليه

مش آخدين بالهم أندى قصة غاية فى الروعة

بجد جميلة جدا

الله على الأمومة

والأم بتقول هتقتل قلبى التانى

بجد روعة

عاشت آنامللك

أمواج

Reply  Quote
Posted on 11/27/2007 6:54 AM

free man 111 lll

Response to: aأمواج أمواج
لااله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

 

اولا شكرا لك اخى ان ذكرتنا بانسان لايمكن تعويض شعرة من جسده

 

الام المربية المنشئة الساهرة الحالمة الطيبةالمدرسة والعلم والتربية

 

ثانيا\قال تعالى

 

)ولاتقل لهما اف ولاتنهرهما وقل لهما قولا معروفا واخفض لهما جناح الذل من الرحمةوقل ربى ارحمهما كما ربيانى صغيرا

Reply  Quote
Posted on 11/27/2007 2:56 PM

NEZAR ALNADI

 Online

Response to: free man 111 lll
الاخت/امـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــواج
 

مشكوره على الثناء الذي لا استحقه وارحب بك دائما

Delete  Reply  Quote
Posted on 11/27/2007 3:05 PM

NEZAR ALNADI

 Online

Response to: NEZAR ALNADI
الاخ/مستر ام

 

ارحب بك واشكرك على الكلمات الطيبة التي خططتها وكانت لي بمثابة الثناء على سرد قصة اردت بها ان نذكر ونتذكر امهاتنا اللائي ربيننا اللهم اجزهم عنا خير الجزاء وارحمهم كما ربيانا صغارا

Delete  Reply  Quote
Posted on 12/9/2007 4:33 AM

ali al ali

Response to: NEZAR ALNADI

أخي نزارشكرالك على هذه القصة والتي هي في الحقيقة تتعلق بأغلا موجود على هذه البسيطة وهو السبب الأول مع الأب بعد الله _ عز وجل_في وجودنا إلى هذه الحياةأعانناالله عليها


أخي الكريم الموضوع مضى وانتهى؛؛ ولكنه بالنسبة لي جديد،، وأنا أحبيت أن أثيره مرة أخرى وما ذاك إلالأهميته فالسعيد والله من كات والداه حيين لكي يبر بهما، فبرها الخير والفلاح في الدنيا والآخرة... ارجع إلى القرآن ، وارجع إلى السنة المطهرةتجد الأمر بالبر والإحسان بل التشديدالقاطع والوعيد الشديد للمخالف


أخي الكريم هذه القصة وقعت قبل الزواج للوصول إليه... ولكن هناك قصص أخرى تقع بعد الزواج فالابن تجده قبل الزواج سكر على عسل مع والديه ولكن حينما يتزوج تجده ينقلب رأسا على عقب بسسب زوجته ومحاولة إرضائها.. هوقد لايصل إلى درجة القتل ؛؛ ولكنه يهملها بالكلية فلا زيارة ولاصلة ولا سلام ولا يضع في يدها شيئا من النقود


فزوجته العقرب هي التي قطعت الصلة بينه وبين أمه


هذا والله يا أخي هو واقع بعض شعبنا العربي،، ألا توافقني الرأي


 انتهى


Reply  Quote
Posted on 12/16/2007 1:16 AM

NEZAR ALNADI

 Online

Response to: ali al ali
كله سلف ودين حتى المشي على الرجلين ومن قطع يقطع و من قتل يقتل و القصاص لايضيع عند الديان فعلينا الانتباه قبل فوات الاوان ومن يستيقظ منا الان ويعود الى رشده من الانام ويهجر نفسه الامرة بالسوء ويثوب الى رشده و يعود الى اوامر الله ويتبع كل ما امرنا به ونبتعد عن نواهيه

 
آمين يارب العالمين

Delete  Reply  Quote
Posted on 12/17/2007 1:42 PM

abas abas

Response to: NEZAR ALNADI
قصة مؤثرة

لكنها حقيقة وخذ واخواني واخواتي هذه القصة لم يرويها احد بل هي قصتي قد تعلمون اني اعزب وعمري وصل 42 عام

في مقتبل العمر وكان عمري20 سنه ذهبت لخطبة فتاه وتم كل شيئ رغم ضيق الحال في يوم من الايام ذهبت لزيارة خطيبتي فردت امها وقالت ليس لدينا بنات للزواج !!!!!!!!!!!! يا حماتي يا عمتي يا هداكي الله وخطيبتي ابنتك !!!!!!!!!!!!!1 لا حيات لمن تنادي غدا يأتيك من يعيد الفتات الذي احضرته الى ابنتي احنا مو بحاجته؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بعد اسابيع معدودة اعلم انها خطبت لابن خالها الغني بماله الذي يعمل في دولة في الخارج وانتهت الى هنا قصتي مع الفتاه وامها ..............

تدور الايام وتنقلب الاحوال اتابع دراستي واجتهد واعمل واترقى في عدد من المناصب الادارية وتزيد استثماراتي الى ان وصلت بفضل من الله الى درجة ان لي رصيد من العلاقات والمركز الاجتماعي والمادي والحمد لله.

نعود وتحصل حرب الخليج الاولى والثانية والاخوة العائدين من منطقة الحرب واذا بصاحبتنا وزوجها الغني بماله بالامس فقراء اليوم ........... يرن جرس الهاتف من قبل سكرتيرتي وتقول هناك عجوز تتوسل مقابلتك وان لا تكسفها في طلبها

من هي ؟؟؟؟؟؟

لم تفصح عن هويتها

قالت موضوع خاص!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

دخلت بعد ان سمحت لها

ربي لا اله الا انت خلقتني وانا على عهدك

ربي ارحم نفسي ولا تشمتني في عدوي

هل تعلمون من هي

حمات الامس ام من كانت خطيبتي السابقة

اتت تتوسل لاجل عمل لصهرها زوج ابنتها العائد خالي اليدين

اين ماله اين ابن العز

اليس هذا من رفضتني وكسرت خاطري لاجله واجل ماله

اترككم لتتوقعو باقي ما حدث

اعيد واقول كما قلتم

كلشي دين حتى المشي على الرجلين

ربي انت في السماء ونحن في الارض فارحمنا واغفر لنا

Reply  Quote
Posted on 1/5/2008 4:42 AM

NEZAR ALNADI

 Online

Response to: abas abas
لا اله الا الله وسبحان الله والحمدلله رب العالمين  لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع
الانسان منا قد يحزن من امر وتمر السنون فيعلم حقيقة هذا الامر ويعلم ان الامر كله بيد الله مقسم الارزاق ومقلب القلوب

Delete  Reply  Quote
Posted on 5/2/2008 12:54 PM

snow white

Response to: NEZAR ALNADI
قصه جميله و مؤثره فعلا و هذه قصه اخري




إذا لم تدمع عيناك فأنت قاسِ القلب

بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



اذا لم تدمع عيناك فأنت قاسي القلب



القصة جميلة جدا و مؤثرة أقراها بتمعن

أقرأوها وتمعنوا فيها... أثابكم الله وقد ذكرها الشيخ خالد الراشد كثيرا...

ويُقال انها قصته الشخصية :



لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت أذكر تلك الليلة

. بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. كانت سهرة مليئة

بالكلام الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... كنت أنا الذي أتولى في

الغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون.

أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد ..

بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه.. أجل كنت

أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي.. صار بعض الناس يتجنّبني

كي يسلم من لساني.

أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق... والأدهى أنّي

وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول.. وانطلقت ضحكتي

تدوي في السّوق ..

عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري.. كانت في حالة يرثى

لها.. قالت بصوت متهدج: راشد.. أين كنتَ ؟

قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع ...

كان الإعياء ظاهراً عليها.. قالت والعبرة تخنقها : راشد… أنا تعبة جداً ..

الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا ...

سقطت دمعة صامته على خدها.. أحسست أنّي أهملت زوجتي.. كان المفروض أن أهتم بها

وأقلّل من سهراتي .. خاصة أنّها في شهرها التاسع .

حملتها إلى المستشفى بسرعة.. دخلت غرفة الولادة.. جعلت تقاسي الآلام ساعات

طوال.. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها .. فانتظرت طويلاً حتى

تعبت.. فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني .

بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى فوراً.. أول

ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة

زوجتي .

صرختُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم.

قالوا، أولاً راجع الطبيبة ...

دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب .. والرضى بالأقدار .. ثم قالت: ولدك به

تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !!

خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي .. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته في

السوق وأضحكت عليه الناس .

سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا أقول.. ثم

تذكرت زوجتي وولدي ..... فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي ..

لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن أكف عن

الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس ..

خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً.

اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها .

كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه، لكني لم

أستطع أن أحبّه !

كبر سالم.. بدأ يحبو.. كانت حبوته غريبة.. قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي..

فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً



مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في البيت . دائماً مع

أصحابي. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم ...

لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية. لم تغضب من تصرّفاتي

الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته .

كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس

الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات. أيّامي سواء .. عمل ونوم وطعام

وسهر.

في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة

لي. كنت مدعواً إلى وليمة . لبست وتعطّرت وهممت بالخروج. مررت بصالة المنزل

فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة !

إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً. عشر سنوات

مضت، لم ألتفت إليه. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته ينادي أمه

وأنا في الغرفة. التفت ...... ثم اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا تبكي؟ !

حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله بيديه

الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني!! وكأنه يقول: الآن

أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ... كان قد دخل غرفته. رفض أن

يخبرني في البداية سبب بكائه . حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه،

وأنا أستمع إليه وأنتفض .

أتدري ما السبب!! تأخّر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد.

ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى عمر.. ونادى

والدته.. ولكن لا مجيب .. فبكى .

أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن أتحمل بقية

كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم !!..

قال: نعم ..

نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالم لا تحزن. هل تعلم من سيذهب بك اليوم

إلى المسجد؟

قال: أكيد عمر .. لكنه يتأخر دائماً ..

قلت: لا .. بل أنا سأذهب بك ...

دهش سالم .. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت دموعه بيدي

وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة. رفض قائلاً: المسجد قريب... أريد أن

أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك .

لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة الأولى التي أشعر

فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية. كان المسجد مليئاً

بالمصلّين، إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. استمعنا لخطبة الجمعة

معاً وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه ..

بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت!! كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت

أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره. ناولته المصحف ... طلب منّي

أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في الفهرس تارة

.. حتى وجدتها .

أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة ....... وعيناه مغمضتان

...... يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة !!

خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً ....... أحسست برعشة في أوصالي... قرأت وقرأت..

دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال ... فبدأت أبكي كالأطفال.

كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ...... خجلت منهم فحاولت أن أكتم

بكائي. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ...

لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه سالم !! ضممته

إلى صدري... نظرت إليه. قلت في نفسي... لست أنت الأعمى بل أنا الأعمى، حين

انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار .

عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها تحوّل إلى دموع

حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم ..

من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرت رفقاء السوء .. وأصبحت لي

رفقة خيّرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم. عرفت منهم أشياء ألهتني

عنها الدنيا. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر. ختمت القرآن عدّة مرّات في

شهر. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس. أحسست

أنّي أكثر قرباً من أسرتي. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون

زوجتي. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما

فيها. حمدت الله كثيراً على نعمه .

ذات يوم ... قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة

للدعوة. تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت أنها سترفض...

لكن حدث العكس !

فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها

فسقاً وفجوراً .

توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً ...

تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي

الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي. اشتقت إليهم كثيراً ... آآآه كم اشتقت إلى سالم

! تمنّيت سماع صوته... هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت. إمّا أن يكون في

المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم.

كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إلاّ آخر مرّة

هاتفتها فيها. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها ..

قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله ... وسكتت ...

أخيراً عدت إلى المنزل. طرقت الباب . تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكن فوجئت بابني

خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره . حملته بين ذراعي وهو يصرخ: بابا ..

بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت .

استعذت بالله من الشيطان الرجيم ...

أقبلت إليّ زوجتي ... كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح .

تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟

قالت: لا شيء ..

فجأة تذكّرت سالماً فقلت ... أين سالم ؟

خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها ...

صرخت بها ... سالم! أين سالم ...... ؟

لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته: بابا ... ثالم لاح الجنّة ...

عند الله ...

لم تتحمل زوجتي الموقف. أجهشت بالبكاء. كادت أن تسقط على الأرض، فخرجت من

الغرفة .

عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى

المستشفى .. فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه ... حين فارقت روحه جسده ...

إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله

إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله



لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم

Reply  Quote
Posted on 6/5/2008 1:56 PM

NEZAR ALNADI

 Online

Response to: snow white
قصة لها بالغ الاثر و اعتذر انني لانشغالي الشديد لم استطع زيارتها منذ مده طويله واشكرك على زيارتك لنا في بيتك بيت الكل ونحن هنا معك ولك اصدقاء نكن للجميع خالص الود ونتعلم من بعضنا البعض وسعداء بلم الشمل في اي منتدي نكون فيه مادام الود الخالص يجمعنا ويلفنا دائما

Delete  Reply  Quote
Posted on 6/5/2008 4:07 PM

حبيبه H

Response to: snow white
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

سنو   الحقيقة مش عارفة اعلق على القصة

 

ولا قادرة الاقي من الكلمات اللى ممكن ان يصف ما احسست به حين قرئتها

 

كل ما يمكننى قوله لك سلمت يداك

 

وجزاك الله كل خير  عنى وعن كل من قرئها

 

ووضعها الله لكى في ميزان حسناتك

 

ارجو الا تحرمينا من مشاركاتك القيمة هذه هنا وفي جميع المجموعات الاخرى

 

واهلا بك وسط اصدقائك وفي مجموعتك

 

حبيبه

Reply  Quote
Posted on 7/29/2008 1:08 PM

yehia nashed

Response to: snow white
كل مرة يحضر صديق لى ويطلب منى ان اسجل لة اغنية او فلم .اقول لة تعال شوف اخر رسالة كتبتها الفنانة الفلانية عن قصة حبها او حيتها وافتح لة على هذة القصة ويقولى فين فين يعم القصة. اقولة بس اقرا الخبر جى ورا ثم اترك الغرفة بحجة عمل الشاى وبعد دقائق اعود لاجد صديقى والدموع تنهمر من عينية وينصرف بدون ان يهمس بكلمة الا شكرا فوقتنى
لاتعليق بعد هذا 
Reply  Quote
Posted on 7/30/2008 8:46 AM

snow white

Response to: NEZAR ALNADI
اسفه علي التاخير في الرد

و لكن لك مني جزيل الشكر علي ترحيبك بي

و انا اسعد بكوني بينكم

سنو وايت
Reply  Quote


  • 1
  • 2
  • Next >>

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق